فضيحة “أوراق بنما”: الزلزال الذي هز النخب العالمية وكشف أسرارهم المالية
في الثالث من أبريل عام 2016، انفجرت واحدة من أكبر الفضائح المالية في التاريخ الحديث، عُرفت باسم “أوراق بنما”، وهي تسريبات ضخمة من وثائق سرية كشفت استخدام شخصيات سياسية واقتصادية نافذة لشركات الأوفشور للتهرب الضريبي وإخفاء أصولهم وثرواتهم.
ما هي أوراق بنما؟
“أوراق بنما” هي تسريبات لأكثر من 11.5 مليون وثيقة من شركة المحاماة البنمية “موساك فونسيكا”، حصل عليها “الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين” (ICIJ). توثق هذه الملفات أنشطة الشركات الخارجية (offshore) المرتبطة بشخصيات عالمية سياسية، اقتصادية، فنية ورياضية.
الأسماء المتورطة:
شملت الوثائق أسماء أكثر من 140 شخصية سياسية من أكثر من 50 دولة، منهم:
- الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (عبر شركاء مقربين)
- رئيس الوزراء الأيسلندي سيغموندور غونلوغسون (استقال لاحقًا)
- رئيس وزراء باكستان آنذاك نواز شريف
- ليونيل ميسي نجم كرة القدم الأرجنتيني
- أفراد من عائلة الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك
كيف تم التسريب؟
تم تسريب الوثائق من مصدر مجهول لصحيفة “زود دويتشه تسايتونغ” الألمانية، والتي شاركتها مع الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين، وتم تحليل الوثائق من قبل أكثر من 370 صحفيًا من 80 دولة.
أهم الاكتشافات:
- استخدام الشركات الوهمية لغسيل الأموال
- التهرب من الضرائب على نطاق واسع
- إخفاء الأصول وتجنب العقوبات الدولية
- تضارب مصالح بين رجال أعمال ومسؤولين حكوميين
ردود الفعل العالمية:
أدت الفضيحة إلى استقالات، فتح تحقيقات، احتجاجات شعبية، وتغييرات سياسية في عدد من الدول. كما ضغطت على الحكومات لتعزيز الشفافية المالية ومحاربة الملاذات الضريبية.
في باكستان، أدت التسريبات إلى الإطاحة برئيس الوزراء نواز شريف بعد قرار المحكمة العليا بعدم أهليته. أما في أيسلندا، فقد اضطر رئيس الوزراء للاستقالة بعد ضغط شعبي. وشهدت دول عدة تحقيقات موسعة وتغييرات في قوانين الشفافية.
التأثير القانوني والسياسي:
الجانب الأخلاقي والإعلامي:
أشعلت التسريبات نقاشًا عالميًا حول أخلاقيات التهرب الضريبي، وإن لم يكن استخدام شركات الأوفشور غير قانوني دائمًا، إلا أن استخدامه من قبل قادة ومسؤولين يثير الشبهات حول الفساد وسوء استخدام السلطة.
فيما يلي قائمة بـ 20 شخصية ورد اسمها ضمن فضيحة تسريبات “أوراق بنما” (Panama Papers)، التي كشفت عن استخدام شركات الأوفشور (Offshore) لإخفاء الثروات أو التهرب الضريبي أو غسل الأموال:
- فلاديمير بوتين (الرئيس الروسي – ورد اسمه عبر مقربين منه)
- سيغموندور غونلوغسون (رئيس وزراء آيسلندا – استقال بعد الفضيحة)
- نواز شريف (رئيس وزراء باكستان السابق)
- بشار الأسد (الرئيس السوري – عبر مقربين منه)
- ليونيل ميسي (لاعب كرة القدم الأرجنتيني الشهير)
- حمد بن جاسم آل ثاني (رئيس وزراء قطر السابق)
- علي أبو الراغب (رئيس وزراء الأردن الأسبق)
- أحمد المكاشفي (شخصية سياسية سودانية)
- إيان كاميرون (والد ديفيد كاميرون، رئيس وزراء بريطانيا السابق)
- بيترو بوروشينكو (رئيس أوكرانيا السابق)
- عائلة مبارك (مصر – جمال وعلاء مبارك)
- عائلة القذافي (ليبيا – من خلال المقربين)
- جاكي شان (الممثل الصيني العالمي)
- أمير أبو ظبي محمد بن زايد (عبر شخصيات مرتبطة به)
- كوفي عنان (الأمين العام السابق للأمم المتحدة – نجله ورد اسمه)
- راؤول مونيوز (رجل أعمال مكسيكي)
- فرانسوا فييون (رئيس وزراء فرنسا الأسبق)
- بيدرو ألمودوفار (المخرج الإسباني الحائز على الأوسكار)
- خوان كارلوس الأول (ملك إسبانيا السابق – ورد اسمه بشكل غير مباشر)
- ماوريسيو ماكري (رئيس الأرجنتين السابق)
الخاتمة:
أوراق بنما لم تكن مجرد فضيحة، بل محطة فاصلة في تاريخ الصحافة الاستقصائية، أعادت طرح أسئلة جوهرية حول النزاهة المالية، العدالة الضريبية، ودور الإعلام في فضح الفساد. لا تزال آثارها مستمرة، حيث مهدت الطريق لتحقيقات لاحقة، مثل تسريبات “أوراق باندورا”، وأعادت تعريف العلاقة بين السلطة، المال، والمسؤولية.