الرئيسية / مقالات / بينظير بوتو

بينظير بوتو

🕊️ بينظير بوتو… أول امرأة تحكم باكستان واغتيلت في وضح النهار

في مساء يوم 27 ديسمبر 2007، كانت السماء تمطر احتشاداً شعبياً في مدينة راولبندي الباكستانية. الزعيمة السياسية البارزة بينظير بوتو، التي عادت قبل أسابيع من منفاها بعد سنوات من الغياب، صعدت إلى منصة الحملة الانتخابية بكل شجاعة، تتحدى التهديدات والتطرف، وتحلم بباكستان ديمقراطية عادلة.

لكن دقائق فقط بعد مغادرتها المنصة، دوى انفجار، ووقع إطلاق نار…
وفي لمح البصر، تحطم الحلم… وسقطت بينظير بوتو قتيلة.


👩‍💼 بينظير بوتو… سيدة الشرق الحديدية

ولدت بينظير بوتو عام 1953، ابنة الزعيم الباكستاني ذو الفقار علي بوتو، مؤسس حزب الشعب الباكستاني. نشأت في بيئة سياسية مشحونة، ودرست في أرقى جامعات العالم مثل هارفارد وأوكسفورد، لتكون أول امرأة تقود بلداً مسلماً في التاريخ الحديث.

تولّت رئاسة الوزراء مرتين (1988-1990 و1993-1996)، وواجهت ضغوطًا هائلة من المؤسسة العسكرية والقوى المحافظة. كان صوتها نسائيًا في بلد يختنق بالذكورية والتشدد، لكنها كانت أيضًا رمز أمل لملايين النساء والفقراء في البلاد.


🛬 عودة محفوفة بالموت

في أكتوبر 2007، عادت بينظير إلى باكستان بعد 8 سنوات من المنفى، متحدية التهديدات بالقتل، ومعلنة نيتها خوض الانتخابات المقبلة. وفي أول يوم من عودتها، نجا موكبها من تفجير مزدوج أودى بحياة أكثر من 130 شخصًا.

لكنها رفضت الخوف، وواصلت خطاباتها الجماهيرية، مطالبة بإنهاء حكم الجنرال برفيز مشرف، وإعادة الديمقراطية.


💣 اغتيال مدوٍّ… وغموض مستمر

في ذلك اليوم من ديسمبر، وبعد مغادرتها مهرجاناً انتخابياً، فتحت النار على بوتو يد مسلّحة، ثم فجّر الانتحاري نفسه. المشهد كان كارثياً، فقد لقيت بينظير مصرعها وسط جمهورها، ومعها 20 آخرون.

الصدمة اجتاحت باكستان والعالم، والغضب انفجر في الشوارع. الدولة دخلت في فوضى، والمواطنون تساءلوا:

من قتل بينظير بوتو؟

الحكومة آنذاك ألقت اللوم على جماعة “طالبان باكستان”، لكن تقارير استخباراتية وتوثيقات لاحقة أشارت إلى تقصير أمني فادح، وتواطؤ محتمل من جهات داخلية.


📜 تقرير الأمم المتحدة… اتهامات غير مباشرة

في عام 2010، أصدرت الأمم المتحدة تقريرًا خلص إلى أن السلطات الباكستانية أخفقت في حماية بوتو، ووصفت اغتيالها بأنه نتيجة “تقصير مؤسسي” و”فشل في التحقيق الجدي”.

حتى اليوم، لا يزال الملف غامضًا، والمجرمون الحقيقيون طلقاء.


🕯️ إرث لا يموت

رغم اغتيالها، لم يُغتل تأثير بينظير بوتو. فقد تركت وراءها إرثًا سياسيًا ضخمًا، وشجاعة استثنائية قلّ نظيرها في العالم الإسلامي. كانت أيقونة للنضال من أجل الديمقراطية، وواجهت الاستبداد بوجه مكشوف وكلمة حرة.

ورغم أن نجلها بلاول بوتو حاول حمل الشعلة من بعدها، إلا أن شخصية بينظير ظلت أكبر من أن تُستبدل.


اغتيال بينظير بوتو لم يكن مجرد جريمة سياسية، بل كان اغتيالاً لصوت نسائي جريء تحدّى أقسى ظروف الحكم والظلام.

فهل كانت ضحية للإرهاب؟ أم للمؤامرة؟
وهل سينجلي يوماً غبار الحقيقة عن جريمة لا تزال مفتوحة حتى اللحظة؟


عن admin