الرئيسية / مقالات / أشرف حكيمي

أشرف حكيمي


أشرف حكيمي: من قمة المجد إلى قاعة المحاكم — قصة قضية هزّت الرأي العام الرياضي

في حياة المشاهير، قد لا يكون الخط الفاصل بين البطولة والسقوط واضحًا دائمًا.

هذا ما عايشه النجم المغربي أشرف حكيمي، ظهير أيمن باريس سان جيرمان، الذي تحوّلت حياته من قصة نجاح كروية عالمية إلى قضية قانونية معقّدة، لا تزال فصولها تتكشف حتى اليوم.


الانفجار الأول: بلاغ اتهام بالاغتصاب يهز فرنسا

في يوم 27 فبراير 2023، كشفت النيابة الفرنسية في نانتير أنها فتحت تحقيقًا أوليًا بعد أن تقدّمت فتاة فرنسية تبلغ من العمر 24 عامًا باتهام صادم ضد حكيمي، متهمةً إياه باغتصابها داخل منزله في إحدى ضواحي باريس.

البلاغ لم يكن شكوى رسمية في البداية، بل “تقرير معلومات” فتح الباب أمام التحقيق القضائي، نظرًا لحساسية القضية وهوية المتهم، الذي كان حينها في أوج تألقه بعد مشاركته التاريخية مع منتخب المغرب في كأس العالم قطر 2022.


التطور الخطير: التهمة تُوجه رسميًا

في 2 مارس 2023، وبعد استجواب حكيمي، قررت النيابة توجيه اتهام رسمي بالاغتصاب للاعب، لكنها لم تقم باعتقاله، بل وضعته تحت المراقبة القضائية، ومنعته من التواصل مع المدعية، دون حجز حريته.

رغم ذلك، واصل اللاعب المشاركة في مباريات باريس سان جيرمان، مما أثار جدلًا أخلاقيًا واسعًا

حول ما إذا كان يجب تعليق مشاركته مؤقتًا احترامًا لحساسية القضية.


الدفاع والهجوم: روايتان متضاربتان

  • المدعية أكدت أنها التقت حكيمي عبر تطبيق “إنستغرام”، وزعمت أن اللقاء تحول إلى اعتداء جنسي ضد رغبتها،
  • مشيرة إلى أنها شعرت بالخوف ولم تتمكن من المقاومة.
  • محامي حكيمي، السيدة فاني كولين، نفت بشدة التهم، ووصفتها بأنها “محاولة للابتزاز” من طرف فتاة تسعى لاستغلال شهرة اللاعب وثروته.

صمت الزوجة، ثم انفجار الطلاق

وسط هذه الأزمة، التزمت زوجة حكيمي، الممثلة الإسبانية ذات الأصول التونسية هبة عبوك،

الصمت لأسابيع. ثم فجّرت المفاجأة بإعلان بدء إجراءات الطلاق، مؤكدة في بيان لاحق أن الانفصال كان مقررًا قبل ظهور القضية، لكنها اختارت الابتعاد نهائيًا بعد تفجر الفضيحة.


التحقيقات تتعقّد: رسائل سرية تقلب الطاولة

في منتصف 2024، نشرت الصحافة الفرنسية تقارير مسربة من التحقيقات تشير إلى وجود رسائل واتساب بين المدعية وصديقة لها،

تعزز فرضية وجود نية تحايل مسبقة. تضمنت الرسائل عبارات مثل:

“سأخدعه”،
“سأسرقه تمامًا”،
“سأقوم بالأمر الليلة”…

هذه الأدلة أثارت جدلًا كبيرًا في الإعلام الفرنسي والعالمي، حيث أعاد البعض تقييم القضية بالكامل، وتساءلوا عما إذا كانت هناك نية مبيتة للإيقاع باللاعب.


النيابة تطالب بمحاكمة جنائية (أغسطس 2025)

رغم تلك المستجدات، تقدمت النيابة العامة في نانتير رسميًا، في أغسطس 2025،

بطلب إحالة حكيمي إلى محكمة الجنايات بتهمة الاغتصاب. القرار النهائي بيد قاضي التحقيق،

الذي لا يزال يدرس ما إذا كانت الأدلة كافية لمحاكمة اللاعب علنًا أمام القضاء الجنائي.

محامية حكيمي اعتبرت الطلب “غير مبرر”، مستندة إلى التناقضات في أقوال المدعية، والأدلة التقنية والرسائل التي تقلل من مصداقية الشكوى.


الرأي العام: بين دعم ومقاطعة

  • في المغرب، لا يزال اللاعب يحظى بتأييد شعبي جارف، حيث يعتبره الكثيرون ضحية مؤامرة مدبرة، خاصة بعد أن أصبح رمزًا وطنيًا إثر إنجازات المونديال.
  • في فرنسا وأوروبا، المواقف أكثر تحفظًا. بعض منظمات حقوق المرأة اعتبرت استمرار اللاعب في المشاركة الرياضية “إهانة للضحايا”، بينما تمسّك فريقه الباريسي ببراءته المفترضة حتى تثبت إدانته.

تحليل قانوني: هل سيُحاكم حكيمي؟

في النظام القضائي الفرنسي، توجيه التهمة لا يعني الإدانة. والنيابة لا تملك القرار النهائي بالإحالة للمحاكمة،

بل الأمر يعود لقاضي التحقيق، والذي يمكنه أن:

  1. يحفظ القضية نهائيًا إن اعتبر الأدلة غير كافية.
  2. أو يقرر الإحالة للمحاكمة إن رأى أن هناك شبهة كافية لمحاكمة اللاعب.

حتى اللحظة، لا يوجد موعد محدد لجلسة محاكمة أو إسقاط للتهم.


لاعب بين المجد والسقوط

قضية أشرف حكيمي تجاوزت حدود كرة القدم، وطرحت أسئلة عميقة عن علاقة الشهرة بالعدالة، وعن أخلاقيات الإعلام، وحدود المسؤولية في زمن منصات التواصل.

هو نجم لا يُنكر تألقه، لكن أمام العدالة، لا نجم فوق القانون. وسيبقى مصيره القانوني مرهونًا بقرار قاضي التحقيق، فيما يبقى الجمهور متشوقًا لمعرفة النهاية: هل سيسقط حكيمي؟ أم سيثبت براءته ويعود أقوى من ذي قبل؟


سنوافيكم فور صدور أي قرار رسمي بشأن إحالة اللاعب إلى المحكمة أو حفظ القضية.
تابعونا على القسم القضائي لمزيد من التحليلات والمتابعة القانونية الحصرية.


عن admin