
وفاة الإعلامية فيفيان الفقي: وحياة إعلامية انتهت بمعركة مع المرض
في صباح يوم الأحد 19 أكتوبر 2025، توقف قلب الإعلامية المصرية فيفيان الفقي، بعد صراع مرير وطويل مع مرض السرطان. (almasryalyoum.com)
وتُعدّ رحيلها خسارة كبيرة لوسط الإعلام المصري، فقد عرفت بمهنية نادرة وأسـلوب راقٍ في تناول القضايا الاجتماعية، وإنسانية المشاهد قبل كل شيء.
البدايات والمسيرة المهنية
ولدت فيفيان الفقي في القاهرة، من أسرة عادية، وتخرجت من كلية الإعلام بجامعة القاهرة.
دخلت عالم التلفزيون كمذيعة أخبار في الألفية الجديدة، ثم تنقلت إلى تقديم البرامج التي ركّزت على القضايا الاجتماعية والإنسانية.
عرفها الجمهور عبر برامج تناولت حكايا الأسرة، قصص النساء، قضايا العنف الأسري، الفقر والتعليم.
وقد وصفها كثيرون بأنها مثال للإعلام الراقي؛ لا تبحث عن الصخب أو التجاذب الإعلامي، بل كانت حريصة على أن تكون رسالتها بناءً لا إشباعاً للأنا. (الصباح العربي)
المواجهة والتحدي: معركة المرض
لم تكن المعاناة الصحية التي واجهتها فيفيان الفقي أمراً مفاجئاً بالكامل للجمهور؛ إذ بدأت تظهر معطيات صراعها مع المرض في السنوات الأخيرة، حيث ناشدت زميلتها الإعلامية بسمة وهبة وزير الصحة المصري للتدخل من أجل مساعدتها في علاجها. (مصراوي.كوم)
وفي أحد التصريحات، قالت بسمة وهبة إن «صديقتي فيفيان مصابة بالسرطان في أماكن كثيرة بجسمها، والكيماوي لم يُجدِ، وهناك طبيب قال إنه قادر على إزالة الخلايا». (صحيفة الخليج)
وكانت الحالة الصحية للفقي قد ساءت في الشهور الأخيرة، وانتشار المرض في أكثر من عضو من جسدها استدعى تدخلات علاجية مكثّفة ثم تحوّل إلى نزاع جسدي قاسٍ — ما أنهى المسيرة فجأة. (صحيفة الخليج)
التأثير والرسالة
كان لجانبها الإنساني حضور واضح في برامجها؛ فهي لم تكتفِ بنقل خبر أو حدث، إنما اهتمت بصوت المرأة، بالأسرة، بالإنسان الذي لا يُرى غالباً في وسائل الإعلام.
وقد رثاها زملاؤها ومعرفوها بكلمات مؤثرة، مشيرين إلى أن «الابتسامة الباسمة» التي كانت ترافقها غابت، وأن فراغاً سيبقى في الشاشة. (فوشيا)
وبرحيلها، لا تفقد مصر فقط إعلامية، بل تفقد واحدة من الوجوه التي جعلت الإعلام ليس مجرد منبر بل نافذة للإنسانية.
ما وراء الخبر: قراءة سريعة
- رسالة إعلامية: رحيل فيفيان الفقي يطرح سؤالاً حول حالة الإعلام الاجتماعي في مصر: هل ما زال الإعلام يستطيع أن يكون جسراً لقضايا الإنسان الهادئة، أم أصبح سباقاً للضجيج والتصادم؟ حضورها كان يردّ على هذا السؤال بوضوح.
- قضية صحية: صراعها مع السرطان، وعملية العلاج التي رافقتها تصريحات حول ظروفها، تسلط الضوء على واقع الرعاية الصحية للمرضى ذوي الشهرة أو حتى العاديين في مصر، من حيث التنظيم، الإعلام، الدعم.
- الرمز والإنسان: هي لم تترك خلفها فقط شاشات أو حلقات، بل تجربة في مواجهة المرض، تجربة في التزام الصوت الهادئ، تجربة في أن تكون «إعلامية إنسان» قبل أن تكون مذيعة.
في الختام، تغيب اليوم فيفيان الفقي، لكن ما قدمته من نموذج في العمل الإعلامي – بهدوئه، بإنسانيته، بمصداقيته – يظل موجوداً، يُذكر، ويُلهم. رحمها الله وأسكنها فسيح جناته، ولأسرتها ومحبيها الصبر والسلوان.
راحة البال | Raht Ibal اذا كان المال يجلب بعض السعادة فراحة البال كل السعادة
