في عام 1827م قامت أمريكا بتأسيس مستعمرة ليبريا على الساحل الغربي لإفريقيا
لتنقل إليها ستة وأربعين ألف إفريقي من أبناء العبيد الأفارقة المحررون بأمريكا،
وقامت ببناء عاصمتها مونروفيا؛ لتكون ليبريا هي نقطة الانطلاق لاحتلال الأراضي الإسلامية بغرب القارة
وتنصير أهلها، فقامت باحتلال الساحل، وحصرت أهلها في المناطق الداخلية. وفي عام 1847م
أُجْبِرَ المسلمون على استخدام اللغة الإنجليزية، كما أُجْبِرُوا على تغيير أسمائهم الإسلامية إلى أسماء إنجليزية،
وطُبِّق عليهم الدستور الأمريكي، وقد كان الزنوج القادمون من أمريكا هم المسيطرون على الحُكْم.
ولكن في عام 1980م قاد الرئيس صومويل -وهو من السكان الأصليين- انقلابًا عسكريًّا أنهى به فترة احتكار
الزنوج الأمريكان للسلطة،إلا أن تشارلز تيلور -وهو زنجي أمريكي- أعلن تمرُّده عليه
وقوع الكارثة:
في مساء يوم 24 من ديسمبر 1989م قامت عصابة تشارلز تيلور بقتل مائة ألف مسلم شرَّ قتلة،
وأحرقت 75 من الدعاة والأئمة بصبِّ البنزين عليهم، كما قاموا بقطع آذان المؤذِّنِين وألسنتهم،
وهُمْ أحياء، وتشريد 700 ألف مسلم أُجْبِرُوا على تَرْك ديارهم وأموالهم، وهُدِّمت المساجد
والمدارس الإسلامية التي كان عددها قبل المذبحة 720 مسجدًا، و150 مدرسة ابتدائية، و45 مدرسة ثانوية.
وفي عام 1990م تعرَّض المسلمون لحرب إبادة أخرى، حيث ركَّز رجال تشارلز على القرى ذات النشاط الإسلامي المزدهر،
وقتلوا مَن فيها بالرصاص أو السكاكين المسمومة، وقد فرَّ مَن بقي منهم على قيد الحياة إلى غينيا وسيراليون.
وبعد أن انتهت عصابة تشارلز تيلور من قتل المسلمين في ليبريا دخلت سيراليون لاستكمال خُطَّتها في قَتْل مَن فرَّ إليها من المسلمين
ومِن الذين استُشهدوا نحسبه عند الله الشيخ باه رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وقد عاونت غينيا اللاجئين بشكل حسن،
ونظرت إليهم على أنهم إخوة في الدين، أما باقي المسلمين في أنحاء العالم فلم يُعْطُوا القضية الليبرية حقَّها من العناية.
وقد فجَّرت هذه الأفعال رُوح الجهاد الإسلامي، حيث توحَّدت الصفوف، وانخرط الكثير من الشباب المسلم في الجهاد
وتتوَّج هذا الأمر بتأسيس حركة (إنقاذ مسلمي ليبريا)، التي تُمثِّل جميع المسلمين على الصعيد السياسي.
وبدأت حركة الإنقاذ عملياتها الجهادية في 15 من صفر 1412هـ، وبدأت انتصاراتها تتحقق باستعادة الكثير من المناطق
التي كانت تحت سيطرة عصابة تشارلز تيلور، وحاول النصارى التصدي لرُوح الجهاد
وإغداق الأموال على الكنائس للقيام بحملات صليبية مكثَّفة، ولكن نتج عن مكرهم هذا تجدُّد القتال،
وعودة الكثير من اللاجئين إلى غينيا، ولكن يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين
اقرا ايضا مقابل كأس لبن