أبو البنات و أبو الاولاد
في العشرينات من القرن الماضي… كان في احدى الدول العربية صديقان أحدهما اسمه أحمد والآخر اسمه يوسف
تزوج الصديقان في ليلة واحدة من امرأتين فاضلتين وبعد فترة رزق كل منهما بمولود في الأيام نفسها…
يوسف رزق بولد فذهب إلى صديقه أحمد يسأله: ماذا ولدت لك زوجتك؟
قال أحمد: الحمد لله فإن زوجتي وضعت لي بنت جميلة وبصحة جيدة أسميناها شيماء…
قال له يوسف وبكل شماتة: أما أنا فإن زوجتي وضعت لي ولد وأسميته سليم والناس تسميني الآن أبوسليم وليس أبوشيماء ها ها…
مضت الأيام وحملت زوجة أحمد وحملت زوجة يوسف ووضعت الزوجتان في الوقت نفسه تقريبا…
يوسف رزق بولد آخر فذهب إلى صديقه أحمد يسأله: ماذا ولدت لك زوجتك هذه المرة؟
قال أحمد : الحمدلله فإن زوجتي وضعت لي بنت جميلة ثانية وهي وأمها ولله الحمد بصحة جيدة…
ضحك يوسف وهو يقول بكل شماتة: أما أنا فإن زوجتي قد وضعت لي ولد آخر… هل تعرف ماذا يعني هذا؟
قال أحمد: لا لا أعرف ماذا يعني…
قال عيسى: يقول الأولون بأن من تلد له زوجته بداية ولدين متتالين فإنها تكون قد حللت مهرها…
مضت الأيام أيضا وحملت زوجة أحمد وحملت زوجة يوسف ووضعت الزوجتان في الوقت نفسه تقريبا… يوسف رزق بولد ثالث
فذهب إلى صديقه أحمد يسأله: ماذا ولدت لك زوجتك في هذه المرة؟
قال أحمد : الحمدلله فإن زوجتي وضعت لي بنت جميلة ثالثة وهي ولله الحمد وأمها بصحة جيدة…
قهقه يوسف بصوت عال وهو يقول وبشماتة : أما أنا فإن زوجتي قد وضعت لي ولد ثالث…
هل تعرف ماذا يعني هذا؟
قال أحمد: لا لا أعرف أخبرني أنت…
قال يوسف: من يكون عنده ثلاثة أولاد فإنهم يكونون له مثل ركائز الموقد يضع عليهم قدر الأكل…
أنا يجلس قدري أما أنت يا أبوالبنات فلا يمكن أن يجلس قدرك ها ها…
قال أحمد : الحمدلله على عطاياه… إنا له لشاكرون.
مرت السنين والأعوام وكبر أحمد وكبر يوسف وكبر الأولاد وتزوجوا وأسسوا بيوتا لهم…
وكبر البنات وتزوجن وانتقلن إلى بيوت أزواجهن… وكبرت زوجة أحمد وأصبحت لا تقوى على عمل المنزل…
وكبرت زوجة يوسف وكذلك هي أصبحت لاتقوى على عمل المنزل…
وفي أحد الأيام مرأحمد على صديقه يوسف فوجده جالس في الظل خارج المنزل وهو في حالة مزرية…
جسمه منهك وضعيف جدا وملابسه رثة ومهملة
فسأله: ماذا أصابك يا صاحبي؟ ولماذا جسمك هزيل وثيابك متسخة إلى هذا الحد؟
أجابه يوسف: أنا الآن كبير في السن ولا أعمل… وأولادي الثلاثة قد تزوجوا وكل واحد بنى له منزل خاص وانتقل…
وزوجتي أصبحت امرأة كبيرة في السن لا تقوى على عمل المنزل من طبخ وغسيل
ولا يوجد لدينا من يخدمنا أو يطعمنا غير أهل البر والإحسان…
ولكن آشوفك يا أحمد جسمك سمين ونظيف وملابسك نظيفة ومكوية وأنت مثلي بناتك تزوجوا
وتعيش في البيت فقط مع زوجتك التي لا تقوى على عمل المنزل…
قال له أحمد شوف يا صديقي… إبنتي الكبيرة تحضر إلى منزلنا في الصباح
وفي يدها فطورنا تطعمنا وتحممنا وتغسل ملابسنا ثم تعود لمنزلها… وإبنتي الوسطى تحضر لنا في الظهر
وتجلب لنا الغداء وتكوي ملابسنا ثم تعود لمنزلها… وإبنتي الصغرى تحضر إلى منزلنا في الليل وفي يدها عشاءنا…
تعشينا وتحممنا وتنومنا وتغطينا… هل تعرف ماذا يعني هذا؟
قال يوسف: لا لا أعرف ماذا يعني…
أجابه أحمد:
هذا يعني بأن أبوالبنات ينام وهو متعشي وأبوالأولاد ينام على جوع .
اقرأ ايضا الصمت منجاة