Site icon راحة البال | Raht Ibal

معاهدة الجزائر – الولايات المتحدة (1795)

معاهدة الجزائر – الولايات المتحدة (1795): اتفاق تاريخي أنهى حرب البحر وفتح أبواب التجارة


معاهدة الجزائر – الولايات المتحدة (1795): اتفاق تاريخي أنهى حرب البحر وفتح أبواب التجارة

الجزائر – 5 سبتمبر 1795
في الخامس من سبتمبر عام 1795، وُقِّعت واحدة من أقدم وأهم المعاهدات بين دولة مسلمة ودولة ناشئة عبر الأطلسي: “معاهدة السلام والصداقة”

بين إيالة الجزائر، التابعة آنذاك للإمبراطورية العثمانية، والولايات المتحدة الأمريكية.

مثلت هذه الوثيقة منعطفًا حاسمًا في العلاقات الدولية للولايات المتحدة الفتية، وأظهرت مكانة الجزائر في البحر المتوسط في ذلك العصر.

جاءت هذه المعاهدة بعد سلسلة من المواجهات البحرية في البحر المتوسط،

حيث كانت السفن الأمريكية تتعرض لهجمات من أساطيل الجزائر بسبب عدم وجود حماية بحرية كافية عقب استقلال الولايات المتحدة عن بريطانيا.

كانت الجزائر، في أوج قوتها البحرية، تتحكم في جزء كبير من الملاحة عبر المتوسط، وتفرض إتاوات على السفن التجارية الأجنبية مقابل المرور الآمن.

أهداف المعاهدة


هدفت المعاهدة إلى:

نصوص مميزة


ما ميّز المعاهدة، مقارنة بمعاهدات أخرى في تلك الفترة،

أنها نصّت صراحة على أن الولايات المتحدة ليست دولة مسيحية بالمعنى السياسي،

بل جمهورية علمانية، وبالتالي لا يوجد أي سبب ديني للنزاع مع الدول المسلمة.

هذا البند كان سابقة في القانون الدولي وأكد طبيعة الدولة الأمريكية الجديدة.

كما نصّت المعاهدة على دفع الولايات المتحدة مبالغ مالية وهدايا لإيالة الجزائر مقابل الحماية وضمان السلام،

وهو ما اعتبر في ذلك الوقت ممارسة سياسية واقتصادية شائعة تُعرف بالـ”Tribute” (الجزية البحرية).

الأهمية التاريخية

خاتمة
اليوم، بعد مرور أكثر من قرنين على توقيع هذه المعاهدة، لا تزال الوثيقة شاهدًا تاريخيًا على أول تواصل رسمي بين الجزائر والولايات المتحدة. لم يكن مجرد اتفاق لإنهاء النزاعات البحرية، بل بداية علاقة دبلوماسية وتجارية جمعت بين ضفّتي الأطلسي في زمن كانت فيه القوى البحرية المتوسطية تسيطر على طرق التجارة العالمية.


Exit mobile version