Site icon راحة البال | Raht Ibal

قصص الاطفال 2

قصة قبل النوم للاطفال

قصة الدجاجة الذهبية

في زمن بعيد، كان هناك زوجان في قرية نائية يعيشان حياة بسيطة، حيث كان الفلاح وزوجته يعملان بكل جد واجتهاد في حقلهما، يعانون من مشقة الحياة اليومية لكنهم لم يعرفوا طعم اليأس أو الجوع. وعلى الرغم من تعبهم، كانوا يجدون في عملهم سعادة غامرة، وكان حبهم لبعضهما البعض هو أعظم كنز يملكونه.

وفي يوم غير عادي، بينما كان الفلاح وزوجته يعملان في الأرض، فوجئا بدجاجة ذهبية اللون تظهر أمامهما من حيث لا يدرون. كان جمالها غير عادي، وعينها لامعة كالذهب. لم يعرفا من أين جاءت أو لمن هي، لكنهما قررا أن يعتنيا بها بكل حب.

مع مرور الأيام، كبرت الدجاجة وأصبحت تبيض بيضة ذهبية كل يوم! بيضة واحدة كل صباح، بيضة تتألق بلمعان الذهب، وكأنها تجسد الحظ الذي طالما انتظراه. شعرا أنهما قد عثرا على كنز حقيقي لا يعد ولا يحصى.

أصبح الفلاح يبيع البيضة الذهبية في السوق، ويستخدم الأموال لسداد ديونه التي كانت قد تراكمت عليه بسبب مصاعب الحياة. وتوالت الأيام، وبيضة جديدة كل صباح، حتى أصبحا يعيشان حياة مريحة نسبياً.

لكن الطمع، ذلك العدو الخفي، بدأ يزحف إلى قلب الفلاح. ففكر في أمر غريب… ماذا لو ذبح الدجاجة واستخرج من بطنها الكنز دفعة واحدة، بدلاً من الانتظار كل يوم؟ حينها سيصبح غنياً بلا حدود، ويعيش في ترف ودلال.

اعترضت الزوجة على هذا التصرف بشدة، حاولت إقناعه أن الدجاجة هي مصدر رزقهما الوحيد، وأنه لو قتلها لكان قد حرم نفسه من نعمة لا تقدر بثمن. ولكن الفلاح، في طمعه، تجاهل نصيحتها وأصر على قراره.

في صباح يوم جديد، أخذ الفلاح سكيناً حاداً، وقام بوضع الدجاجة أمامه. كانت الدجاجة تشعر بشيء ما غير عادي، ولكنها لم ترد الهروب. وبعزمٍ قاسي، شق بطنها.

لكن ما إن فتح بطنها، حتى اكتشف الحقيقة المرة! لم يجد سوى الأحشاء والدماء… لا كنز، لا ذهب، فقط ما يراه في أي دجاجة أخرى.

شعر الفلاح بحرقة ندمه في قلبه. بكى كما لم يبكِ من قبل، ندماً على طمعه الذي دمر حياته. بينما كانت زوجته تجلس بجانبه، قالت بصوتٍ خافت، مليء بالحزن: “لقد طمعت، وكنت ترى الكنز في عينيك بينما كان رزقنا يكمن في بساطتنا. الآن قد خسرنا كل شيء.”

قصة الفيل المتنمر عليه

في أعماق إحدى الغابات الكثيفة، كان هناك فيل ضخم يشعر بالحزن العميق والوحشة الشديدة. كان حزينًا لأن الحيوانات الأخرى لم تكن تهتم به أو تريده أن يكون صديقًا لها. كان دائما في عزلة، وكلما حاول التفاعل معهم، كانوا يسخرون منه ويتهكمون عليه بسبب حجمه الضخم.

لم يكن الفيل يعرف لماذا يعامله الآخرون بهذه الطريقة، إلا أنه كان يملك قلبًا طيبًا، ومهما كانت الكلمات الجارحة، كان يظل يتمنى أن يكون له أصدقاء حقيقيون.

ثم جاء يوم قررت فيه السلحفاة الحكيمة أن تنظم سباقًا لجميع الحيوانات في الغابة. وكان الفيل، رغم شكوكه في نفسه، متحمسًا جدًا للفرصة. أراد أن يثبت لنفسه وللآخرين أنه قادر على المنافسة.

في الليلة التي تسبق السباق، ذهب للنوم مبكرًا، مُصممًا على المشاركة في السباق بأقصى قوته. وعندما بدأ السباق، ركض الفيل بكل قوته، لكنه شعر بالإهانة عندما سمع السنجاب يصرخ قائلاً: “احترس يا فيل! كدت تدهسني!”

ثم جاء الأرنب وقال بسخرية: “الفيل الضخم لا يرى من حوله، يدهس الجميع دون أن يشعر!” تلك الكلمات كانت كالسهم في قلب الفيل. كان حزنه أعمق من أن يُحتمل، فانسحب من السباق. فاز الأرنب بالمركز الأول، بينما نسي الجميع الفيل، حتى أنهم لم يهنئوه أو يلاحظوا انسحابه.

تألم الفيل في تلك الليلة، وقرر أن يرحل عن الغابة. فهو لم يعد يريد أن يكون جزءًا من هذا العالم الذي لا يقدر طيبته. وعندما غابت الشمس خلف الأفق، أخذ الفيل خطواته الثقيلة بعيدًا عن الغابة.

ولكن، في تلك اللحظة، حدث ما لم يكن في الحسبان. شب حريق ضخم في الغابة، وعجزت جميع الحيوانات عن إخماد النيران. بدأ القرد بالصراخ: “أين الفيل؟ لن ينقذنا اليوم سواه!”

بحثوا عنه بكل ما أوتوا من قوة، لكنهم لم يجدوه. عندها قرر الغراب أن يطير بحثًا عن الفيل، وبعد جهد طويل، عثر عليه. وعندما أخبره عن الحريق، ركض الفيل بأقصى سرعته، رغم كل ما فعله به الآخرون.

استخدم خرطومه لإخماد النيران، وأنقذ الغابة بأقل الخسائر الممكنة. وعندما انطفأت النيران، توقف الفيل، واستعد للرحيل، لكن جميع الحيوانات وقفت أمامه، تعتذر عن كل ما فعلوه به، وتطلب منه أن يبقى معهم.

ابتسم الفيل الطيب القلب، وقال: “لقد سامحتكم، وأتمنى لكم جميعًا الخير.” وعاشوا جميعًا في وئام، متذكرين درسًا غاليًا عن الطيبة والصدق.

اقرا ايضاالطفل وخطر التلفاز

Exit mobile version